Skip links

التطريز والزي الفلسطيني

يعتبر فن التطريز من الفنون الشعبية الفلسطينية المتوارثة عبر الأجيال، والتي تطورت مع مرور الزمن إلى حرفة؛ فأصبحت مورد رزق لفئة كبيرة من النساء في فلسطين؛ حيث توفرت فيها خصائص تتلاءم مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني. وقد رافق هذا التطور ابتكار نماذج جديدة ذات قيم جمالية عالية مستوحاة من أصالة هذه الحرفة. 

وقد امتازت المرأة الفلسطينية، وخصوصًا الريفية، بإتقانها لفن لتطريز؛ فاستعملته في الكثير من مجالات الحياة؛ إذ زينت به بيتها وثوبها وأدواتها الخاصة؛ مستوحية رسوماتها وزخرفتها وألوانها من طبيعة بلادها وبيئتها المحلية؛ لهذا فنحن نرى التطريز الفلسطيني يختلف من منطقه إلى أخرى في تنسيق الألوان والرسومات؛ فلكل منطقه جغرافيه عناصرها ومكوناتها وتشكيلاتها الزخرفية المستمدة منها والمناسبة لها.

ويصعب على الباحث تأريخ فن التطريز الفلسطيني وذلك لأسباب مختلفة أهمها أن الأقمشة والخيوط تهترىء مع مرور الزمن؛ فهي لا تقوى على مقاومة عوامل الطبيعة؛ لهذا يندر أن يجد المرء عينات من التطريز الفلسطيني ترجع إلى مرحلة ما قبل القرن التاسع عشر.

لقد كان لموقع فلسطين المتميز في وقوعها على تقاطع طرق مؤديه إلى أوروبا واسيا وإفريقيا الدور الهام في إثراء هذا التراث الغني؛ بالإضافة إلى الحضارات المتعاقبة على المنطقة من الحضارة الكنعانية واليبوسية والعمورية؛ والغزوات الكثيرة التي مرت على هذه الأرض. 

وقد خضع التطريز برسوماته وأنواعه لتغيرات أساسية مع مرور الزمن؛ إذ نجد في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين أن الأنماط والرسومات التطريزية كانت هندسية الشكل في المقام الأول؛ أما في الثلاثينيات من القرن الماضي، فقد بدأت تظهر مؤثرات جديدة غيرت في خصوصية التطريز التقليدي،  كخيوط التطريز المصنعة في أوروبا، والتي صاحبتها الكتيبات الخاصة بالتطريز الغربي، ووجدت كلها طريقها إلى الأسواق الفلسطينية، فتسربت الرسومات الغربية مثل الأزهار والطيور والحيوانات إلى أثواب النساء التقليدية.  وقد ظهر ذلك جليًا في الخمسينيات واستمر إلى يومنا هذا.

لقد عرفت قرى النساء الفلسطينيات سابقًا من أثوابهن؛ بعد أن يتم تفحص الرسومات والألوان المرسومة عليها؛ فقد شكلت الوحدات الزخرفية على الثوب مؤشرًا هامًا لمعرفة هوية القرية أو المنطقة؛ فالمرأة تعرف هذه الرسومات جيدًا، وترث هذه المعلومات من أمها وجدتها؛ فهي تبدأ بتعلم فن التطريز في سن مبكرة؛ فتنغرس فيها ضرورة نقل رسومات قريتها على أثوابها.  وكما كانت المرأة أمينه في نقل تراث قريتها كانت خلاقه في التغيير في تطريزها فاكتسبت الرسومات التقليدية من ذوقها الخاص، دون المساس بالبنية الأساسية للتكوين.

 ومع أن هذه التغيرات كانت بسيطة؛ إلا أنها أعطت الأثواب رونقًا متجددًا.  وهناك عامل آخر أثر في تطور الرسومات التقليدية؛ وهو التزاوج بين أبناء أنحاء فلسطين المختلفة؛ إذ أصبحت النسوة مع انتقالهن مع أزواجهن إلى قرى أخرى أو مناطق أخرى، ينقلن معهن بعض رسومات قراهن الأصلية إلى قراهن الجديدة أو العكس، ويضعنها على أثوابهن.

لقد شجع كذلك تطور وسائل النقل، كالقطارات والباصات، أهالي فلسطين على التنقل والتزاور؛ الأمر الذي جعل المرأة ترى عن كثب أثوابا أخرى في مناطق أخرى؛ ما ساهم في تبادل الرسومات التطريزية؛ فالمرأة الفلسطينية، كغيرها من النساء، ترغب في التجديد وخلق عالم جمالي في لباسها وزينتها.

ومع أن التجديد والتغيير كانا دائمًا ظاهرين، إلا أن بعض الرسومات بقيت مقتصرة على مواقعها الجغرافية المحددة؛ فمنطقة رام الله مثلًا كانت تعرف باستعمالها رسمة النخلة؛ ومنطقه الخليل، بما يسمى خيمة الباشا؛ ومنطقه يافا، برسمة السرو مع قاعدة؛ ومنطقه غزة، برسمة الوسادة أو المقص؛ أما بئر السبع ومنطقتها، فقد عرفت باستعمالها رسمة الحجب.  ومع أن مثل هذه الرسومات قد تميز منطقة عن أخرى فإننا نجدها أيضًا بأشكال متعددة وتركيبات مختلفة منتشرة في جميع أنحاء فلسطين.

أما بخصوص ترتيب التطريز على الثوب، فلم يكن عشوائيًا؛ بل مدروسًا ويغطي أربعة أجزاء رئيسية من الثوب هي:

1- القبة: وهي أقرب قطعة إلى الوجه؛ وأصلها اللغوي (القب) وهو ما يدخل في جيب القميص في الرقاع؛ لكنها تعنى في اللهجة الفلسطينية (ياقة الثوب).

2-  الذيال: وهو الجزء الخلفي الأسفل من الثوب؛ وأصلها اللغوي (ذيل) وجمعها أذيال، أي ما جر من الثوب إذا سبل.

3- البنيقة: وهى جانب الثوب وأصلها اللغوي (البنيقة).

4-  الكم: هو مدخل اليد ومخرجها من الثوب.

 أنواع القماش: كان التطريز التقليدي يؤدى على قماش الكتان المنسوج محليًا باليد، والمسمى “الرومي” أو “الرهباني” – أو على نسيج هو مزيج من الكتان والقطن، يسمى أحيانا “القروي”؛ أو على قماش من القطن المنسوج بحياكة خاصة لتسهيل عد الخيوط وإظهار الغرزة بوضوح.

الخيوط المستخدمة في التطريز أربعة أصناف: 

1- الخيط الحريري: أغلى الخيوط وأثقلها. والثوب المطرّز بها يزن ثمانية كيلوغرامات، ولا يُلبس إلا في الاحتفالات. 

2- الخيط القطني: يطرّز به على كل أنواع الألبسة، وهو رخيص، ولكن بعض خيوط القطن تبهت وتحلُّ ألوان بعضها على ألوان الأخرى. 

3- الخيط المقصب: في شمال فلسطين يطرِّزون به السترة والتقصيرة، وفي الثوب الدجاني الأبيض يطرّز به أعلى الصدر والكمان على قماش المخمل. 

4- خيط الماكينة: يُطرّز به على قماش الساتان فقط، بالآلة.  ويُستخدم هذا الخيط أيضاً في وصل أجزاء الثوب بعضها ببعض، ويطرِّزون فوق الوصلة بخيط من حرير. 

 توزيعات التطريز ومناطقه الرئيسية: مما لا شك فيه أن التطريز الفلسطيني منتشر في جميع مناطق وقرى ومدن فلسطين؛ وهناك سمات مشتركه تجمع جميع الأثواب الفلسطينية في جميع المناطق، من حيث استخدام الألوان أو الأشكال المحددة؛ مع احتفاظ كل منطقه بسمات أخرى مميزه لها عن المناطق الأخرى؛ وأحيانًا تميز قرية عن الأخرى؛ ومن نفس المنطقة عن جاراتها من القرى برموز خاصة بها.  ويمكننا القول بأن هناك ستة مناطق رئيسية في فلسطين تتمايز في بينها من حيث الخصوصية في التطريز، وتتفرع منها مدن وقرى أخرى لها خصوصيتها أيضًا فيما بينها وهي:

1-  منطقه القدس:  وتتفرع منها منطقة رام الله وبيت لحم.

2- منطقه الخليل.

3-  منطقه الشمال: تتفرع منها منطقه عكا – صفد – طبريا.

4-  منطقه بئر السبع: تتفرع منها شمال سيناء.

5- منطقه يافا: تتفرع منها أسدود – صرفند – بيت دجن – السافرية – يازور – يبنة.

6-  منطقه غزه: المجدل – هربيا – بيت لاهيا – دير البلح – خانيونس.

مميزات فن التطريز الفلسطيني

1- ثياب العمل أقل زخرفة من ثياب المواسم والمناسبات.

2- الفتيات غير المتزوجات لا يجوز لهن وضع ألوان الزينة باستثناء الكحل؛ ولذلك عمدن إلى تعويض ذلك بزخرفة ملابسهن بألوان زاهية.

3- تحتم العادات أن تقوم كل فتاة بتطريز ثيابها بمفردها.

4- كلما زاد سمك الخيط ولمعانه والمساحة المزخرفة على الثوب زادت قيمته الجمالية والمادية.

5- زخارف كبيرات السن من النساء أقل زخرفة من ثياب الفتيات، كما يجب أن تكون من قماش سميك، وألوانه قاتمة وأرضيتة غالباً سوداء؛ أو لون أرجواني قاتم أو بيج؛  كما إن ألوان وحداته الزخرفية قاتمة وتسمى (ألوان الحشمة) ويقصد بها “الوقار”.

6- اقتصرت الزخرفة (التطريز) على ملابس النساء، وذلك ابتداءً من الفتح الإسلامي.

وتحمل الوحدات الزخرفية الفلسطينية رموزاً أسطورية، تاريخية، فلكية، جغرافية شعبية، ورموز مرتبطة بالأرض والخضرة والطيور واستمرت حتى الآن؛ كدلالة على الهوية والوجود التاريخي.

وتعرف الغرزة باللهجة الفلسطينية الشعبية باسم “قطبة”، وهي الأساس الذي يعطي في النهاية الشكل العام للوحدات الزخرفية المطرزة. ومن أشهر الغرز المستخدمة:

1-  التصليبة

2-  المد

3- التسنين

4-  التحريري

5-  غرزة الماكينة

6- غرزة زراعة الحرير

7-  السنسال

8-  اللف

9-  التنبيتة

10-  الزجزاج.

وأخيرًا، لا بد من الإشارة إلى الخطر الذي تعرض له  فن التطريز الشعبي الفلسطيني، وما زال؛ حيث عمدت الحركة الصهيونية والاحتلال إلى محاولة سرقة التراث الفلسطيني عن طريق تشويه الأزياء الشعبية الفلسطينية، بإدخال وحدات زخرفية لفن التطريز الفلسطيني، وإنشاء مشاغل للتطريز؛ بغرض طمس هذا التراث؛ والمشاركة في عروض أزياء عالمية، وادعاء أن هذه الأزياء من تراثها؛ كذلك شراء المطرزات القديمة والتخلص منها، وضمان عدم بقاء أي أثر لها، وتحريف الشكل العام للثوب، بتحويل أماكن الزخارف على أجزاء الثوب، وتغيير أسماء الوحدات الزخرفية وأشكالها؛ وبالرغم من ذلك بقي التراث الفلسطيني صامداً عصيًا على الانكسار والاندثار.

بعض الصور من التطريز الفلسطيني : 

الزى الفلسطيني

تعد الأزياء سجلا يحفظ بين طياته دلائل حـال الأمة وعاداتها وتقاليدها وتراثها، وهي من أكثر شواهد المأثور الشعبي تعقيداً؛ فيستدل بها على كثير من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛ إذ تدل على الانتماء الطبقي، والمنزلة الاجتماعية، كما تدل على عمل لابسها وجنسه وعمره.

والأزياء الشعبية من أهم الوسائل المستخدمة في الكشف عن تراث الشعوب عبر مختلف الأزمان؛ فهي إن اختلفت في أشكالها وألوانها، فإنمـا تعبـر بذلك عـن مراحـل تاريخية مختلفة مرت بهـا الأمـة؛ فالشعوب تسجل أفراحهـا وعاداتهـا وأساليب حياتهـا المختلفـة على القماش؛ ما يجعل منها هوية ثقافية وتاريخية وتعبيرًا اجتماعيًا يرصد ارتباط الإنسان بأرضه.

 ولكل شعب زيه الخاص الذي يميزه عن غيره من الشعوب، وفق ما مر به من مراحل تاريخية، بحيث نستطيع التعرف على هويته من خلال هذه الأزياء.

والزّي الفلسطيني هو حامل للهوية الثقافية الفلسطينية وشاهد على التاريخ الفلسطيني، وقد أصبحت الكوفية البيضاء المقلمة بالأسود اليوم، رمزًا وطنيًا يرمز لنضال الشعب الفلسطيني؛ ولذلك أصبح لهذا الزي دور كبير في التعبير عن موقف مرتديه. وقد كان الشهيد ياسر عرفات يرتديها في كل الاوقات واصبحت صورته بالكوفيه رمز يعرفه كل العالم وارتبطت به كارتباط القضيه الفلسطينيه باسم الشهيد الراحل.

 

خارطة أزياء فلسطين الشعبية

من هذه الخارطة نرى أنه ان الملابس تختلف من مدينه لاخرى في فلسطين وكل مدينه لها زي خاص بالوانه المختلفه عن المدينه الاخرى ولو انها تتشابه في الشكل ونوع القماش، وتورث من جيل لآخر وجدير لنا بذكر لباس المرأة والرجل بأشكاله:

لباس المرأة الفلسطينية:

1. البشنيقة (محرفة عن بخنق): وهي منديل بـ (آويه) أي بإطار يحيط المنديل بزهور أشكالها مختلفة، وفوق المنديل يطرح على الرأس شال أو طرحة أو فيشة وهي أوشحة من حرير وصوف.

2. الإزار: وهو بدل العباية مصنوع من نسيج كتان أبيض أو قطن نقي.

3. الحبرة: قماشة من حرير أسود أو غير أسود، لها في وسطها شمار أو دكة تشدها المرأة على ما ترغب، فيصبح أسفر الحبرة مثل التنورة، وتغطي بأعلى الحبرة كتفيها.

4. الملاية: أشبه بالحبرة في اللون وصنف القماش؛ ولكنها معطف ذو أكمام يلبس من فوقه برنس يغطي الرأس ويتدلى إلى الخصر.

5. الفستان أو اليلك: (وهو فستان من قماش أبيض المسمى بالبفت) وأحياناً يسسمى باليلك، وهو من القماش المخمل للشتاء؛ أو من الأقمشة الخفيفة كالبرلون في الصيف؛ في حين تلبس الصبايا اليلك من القماش المزركش برسوم الورد والأزهار.  وينتشر اليلك في قرى جنين وطولكرم.

6. الثوب أو الخَلَق: يتنوع قماش الثوب بين القرى، ويختلف بين فئات الأعمار وباختلاف الفصول؛ فهو في الصيف قماش خفيف على الأغلب؛ وأكثر سمكاً في الشتاء.  وهو غالباً ما يكون معرقا  للصبايا؛ أي مزركشاً بالرسومات والورود؛ ومن القماش الملون ذي اللون الواحد لكبار السن.

7. ثوب المردن: ينتشر في شمال فلسطين وهو ثوب فضفاض من القماش الأبيض أو المزركش السميك أو الخفيف الذي يصل إلى حد الشفافية.  أما اسمه “المردن” فيعود إلى أكمامه الواسعة الطويلة حيث يطلق عليه اسم الكم المردن.

عصائب المرأة:

1. الصفة: لما يصفّونه عليها من الدراهم الفضية أو الذهبية، وربما زاد عددها على ثمانين قطعة.  وقد تكون هذه الدراهم حصة المرأة من مهرها، ويحق لها التصرف بها.  وهي منتشرة على الخصوص في قضاء رام الله.

2. الصمادة: تصنع الصمادة من قماشة الثوب وتربط بما يحيط بأسفل الذقن وتعلق برباطها قطعة نقود ذهبية للزينة؛ ولكن يندر أن تلبس العذراء الصمادة فإذا لبستها صفت فيها نقودًا أقل مما يصف لصمادة المتزوجة.

3. البرقع: ويسمى في بعض الأحيان الشناف، وهو قطعة نقد تعلق بالأنف؛ ولا تتشنفها في المعتاد سوى البدويات. والبرقع عادة يضاف إلى الصمادة.

4. الشطوة: وهي قبعة أسطوانية صلبة تغطى من الخارج بقماش أحمر أو أخضر؛ وتصف في مقدمتها أيضا نقودًا ذهبية وفضية؛ فيما تزين مؤخرتها بنقود فضية فقط.  وتربط الشطوة إلى الرأس بحزام يمرر تحت الذقن، ويتدلى الزناق من جانبيها.  وكانوا يصفون فوق الدراهم صف مرجان.  وقد زيدت الصفوف إلى خمسة في العشرينيات.

وتطرز الشطوة تطريزًا دقيقًا، وتوضع فوقها خرقة مربعة من الحرير الأبيض تعرف بالتربيعة.  والشطوة تحديدا تخص نساء بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور.

5. الطفطاف والشكة أو العرقية: تلبسها نساء أقضية الخليل والقدس ويافا، وتصف عليها حتى الاذنين نقود في صفين فتسمى الطفطاف وتسمى الشكة أو العرقية اذا كانت النقود صفا واحدا وتصف من الخلف أربع قطع من النقود اكبر حجما من النقود التي تصف من الامام.
6. الحطة والعصبة: وهي تكون اما لفحة كبيرة أو شالا وكانت النساء تعقدها فوق القبعات والمتزوجة عادة تعتصب أما العزباء قلما ما تعتصب.

7. الطواقي(الوقاه): ومنها ما يصنع من قماش الثوب ويطرز تطريزًا زخرفيًا، ويربط بشريط أو خيط من تحت الذقن؛ ومنها الطاقية المخروطية المصنوعة من المخمل الأرجواني والمزينة بالنقود الذهبية؛ وقلما تطرز إلا عند حافتها، ومنها طاقية القماش، وهي للأعياد والاحتفالات، وتصنع من قماش الثوب، ويوضع فوقها غطاء شاش غير مطرز، ومنها طاقية الشبكة، وتلبس تحت الشاش أيضًا وهي خيوط سود تنسجها الفتاة بالسنارة، ثم تزينها بالخرز البراق وتلبسها الفتيات.

8. الأغطية: ومنها الغطاء الأسود ويسمى القنعة وهو قماشة سوداء غير مطرزة يلبس في قطاع غزة على زي نصفي والغطاء الاسود البدوي وبه تطريز وشراريب وزخارف والغطاء الابيض وهو قماشة مستطيلة بشراريب من ذاتها وبه زخارف بسيطة على الاركان الاربعة ومجال انتشاره الساحل.

9. العباية: يغطي بها الرأس أيضًا، ومنها: العباية السوداء، وهي أشبه بعباية الرجل وتنتشر لدى البدويات، والعباية المخططة، المعروفة بـ”عباية الأطلس” وهي في الغالب ذهبية مخططة بالأسود أو رمادية.

10. الحزام: ويسمى “الشملة” أو “الشداد”، ويوضع حول الخصر.  وهو مصنوع من قماش الساتان أو الحرير. تضعه الفتاة بعد لفه عدة لفات؛ أما المرأة المتزوجة فتضعه بشكل عريض. 

11. المنديل: تحرص المرأة على اقتنائه، وعادة ما يكون من قماش الحرير المحلى بخيوط ذهبية أو فضية، منقوش عليه اسم المرأة أو ما يدل على رمز خاص بها .

وتسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى سرقة التراث الفلسطيني، ونسبته إلى نفسها؛ حتى أن اللباس الخاص بمضيفات طيران شركة العال الإسرائيلية، يحملن بعض خيوط التطريز الفلسطينية؛ وذلك لتهويد فلسطين وسرقة تراثها الحضاري.

وهناك عدة تصنيفات للأثواب التي كانت ترتديها المرأة وهي:

1. الثوب المجدلاوي: القماش المقلم هو القماش الذي تظهر في نسيجه خطوط طولية من لون مغاير للون القماش الأصلي، وأشهر صانعيه أبناء المجدل النازحون إلى غزة  وهناك نوعان:

• الجلجلي: وهو قماش قطني أزرق اللون مقلم بخطوط حريرية زهرية اللون يتراوح عرض الواحدة منها ما بين 4 – 5 سم، والمسافة ما بين كل حاشية 20 سم.

• أبو ميتين: يشبه الجلجلي فيما عدا لون الحواشي؛ فهي ليلكية اللون وعلى احد أطراف الحاشية خيوط طولية من لون آخر تحصر فيما بينها خطوط خضراء اللون يقل عرضها عن 1 سم.

2. الثوب الشروقي: وهو قديم جدًا، يرجع إلى  أيام الكنعانيين، وهو قديم في شكله وغرزته؛ تمتاز زخارفه بالاتصال عبر أشكال هندسية تتخللها قطع من قماش الساتان؛ وهو منتشر في منطقة أسدود و المجدل و نابلس وجنين والمثلث.

3. الثوب المقلم: مصنوع من الحرير المخطط بأشرطة طولية من نفس النسيج؛ وعادة ما يكون بلون أزرق غامق، أو أحمر برتقالي أو أبيض؛ ويزين بزخارف شعبية تسمى ( التنتنة ) أو ( الكُلفة)؛ حيث توزع التنتنة على أجزاء الثوب، فتعطيه طابعًا مميزًا.  وهذا الثوب ترتديه المرأة في أوقاتها المعتادة خاصة أثناء العمل في الحقل أو المنزل.

4. ثوب التوبيت السبعاوي: وهو متسع من الأسفل وأكثر ضيقاً عند الخصر؛ ويتميز بوجود تطريز كثيف على الردفة الخلفية والردفة الأمامية.  وهو من قماش أسود عريق يصنع في منطقة بئر السبع (ومنه ثوب العروس السبعاوي والثوب المرقوم للمتزوجات).

وتتميز هذه المنطقة بأن أثوابها تخضع لتقاليد معينة تتلخص فيما يلي:

• للفتاة الصبية يكون الثوب أسود، ومطرز بلون واحد (وهو الأزرق)، وزخارفه كثيرة جدًا.

• المتزوجة العروس يكون مطرزا تطريزًا كثيفًا، وله عدة ألوان تميل في معظمها إلى الأحمر القاني والبرتقالي والأصفر الكموني.

• الأرملة مطرزًا بالأزرق (الجنزاري)، وزخارفه صغيرة لا تمتد إلى مسافات كبيرة، وتوزع في وسطه نقاط زخرفية باللون الأخضر .

• ثوب العروس (ثوب الزفاف): يمتاز بألوان جذابة وفرحة، تتسلل خلاله عروق التطريز والعديد من الخيوط الذهبية التي تعرف باسم “عرق الجواهر”.

5. الثوب التلحمي او ثوب المَلكَة:

هو ثوب عريق قديم، كان زيًا خاصًا بملكات الكنعانيين في فلسطين، مخطط بخطوط داكنة تميل في معظمها إلى اللون البني القريب من الأحمر؛ تتداخل في وسطه قطع الساتان بألوان بهيجة؛ أما الأحمر البرتقالي او الناري، وفي صدر الثوب يستخدم قماش القطيفة التي عادة ما تطرز بخيوط بارزة وبأشكال دائرية تستخدم فيها الألوان البراقة الذهبية أو الفضية، وقد كانت قديما تصنع من الذهب والفضة، وتوضع في وسط كل شكل دائري قطعة من المجوهرات، تليق بأهمية الملكة صاحبة الثوب، كالزمرد أو الياقوت؛ أما باقي أجزاء الثوب فتمتاز بغزارة التطريز واستخدام أنواع متعددة من الرسومات، تدل على المناطق التي تخضع لحكم الملكة الكنعانية.


6. الثوب الدجاني: ارتبط اسم هذا الثوب بمعبود كنعاني قديم (الإله داجون) وكان على شكل خرافي، نصفه الأعلى إنسان، والنصف السفلي سمكة.

 وقد ارتدت النساء الساحليات الفلسطينيات هذا الثوب بكثرة في المجدل (عسقلان) وغزة وأسدود وبيت دجن (قرب يافا) التي هي موطن هذا الثوب.
هذا الثوب مُلْتَف، ويمتاز بكثرة الرسومات التربيعية التي بداخلها رمز الشكل الخرافي القديم.  ويميل هذا الثوب إلى اللون الأبيض، وتطريزه باللون الأحمر.  وهو نوعان: ذو أكمام ضيقة، وذو الأكمام الواسعة.

7. ثوب الزم أو العروق: ثوب العروق مصنوع من القماش الأسود، ظهر في قرى الرملة وما حولها وقرى الخليل.  يتميز باستخدامه أشكال الأزهار الربيعية، وأهمها: عرق الربيع، المزهريات، العصافير، زهر الحنون (شقائق النعمان)؛ أما ألوانه فتتناسب مع ربيع فلسطين وأزهارها وفراشاتها.

8. الثوب الاخضاري: من الحرير الأسود.

9. ثوب الملس المقدسي: خاص بمنطقة القدس، يتميز بأن ألوان التطريز فيه محدودة، يسيطر عليها اللون الناري الأحمر، وهو اللون السائد، ويضاف إليه اللون الكموني الأصفر وهو قليل، تكثر فيه الأشكال الهندسية من معينات ومثلثات متداخلة ذات أحجام مختلفة، أما القماش فيكون من القطن الثقيل بسبب برودة المنطقة.

10. زي العروس المقدسية: طراز تركي مؤلف من تنورة وجاكيت من المخمل الليلكي المطرز.

11. ثوب الجلاية: منتشر في معظم مناطق فلسطين، ويمتاز بمساحات زخرفية من الحرير أو غيره، تطرز عليه وحدات زخرفية.

12. الثوب المطرز: هو الثوب المزين بنماذج زخرفية معينة، في جزء أو أكثر من أجزائه، وهي: القبة، والأبدان، والبنايق، والذيال، والردفة، والأكمام.

وتقسم الثياب الفلسطينية المطرزة إلى ثلاثة أقسام هي:

• ثوب القطبة الفلاحي: وهو تطريز يدوي، تطرز فيه كل أجزاء الثوب التي تم ذكرها.

• ثوب المناجل: وهو الثوب الذي يتركز التطريز فيه على جوانبه على شكل أشرطة رأسية، وبعرض لا يتجاوز السنتمتر الواحد لكل شريط منها.

• ثوب النول: وهو الثوب الذي يطرز بقطبة “اللف” بواسطة الماكنة أو بواسطة الإبرة اليدوية؛ وفي حالة تطريزه بالماكنة تستخدم الطارة.

13. الثوب الفلاحي:  وهو الثوب المطرز بالقطبة الفلاحية، وعملية التطريز عليه هي العملية التالية: تفصيل وقص القماش؛ حيث تبدأ المرأة بتطريز أجزاء الثوب حسب اختيارها للجزء الذي تبدأ به؛ لكنها تبدأ غالباً بتطريز الأبدان والبنايق، ثم الردفة، فالقبة، فالأكمام، ثم تطرز المناجل في مواضعها بعد أن تنهي جميع الأجزاء.

التطريز على أجزاء الثوب:

العروق: ويمكن تقسيم العروق البسيطة إلى ثلاثة أقسام من حيث عرضها وهي:

• السناسل: وهو العرق  الذي يتراوح عرضه ما بين 1 – 5 حبات.

• النفانيف: وهو العرق  الذي يبلغ عرضه ما بين 6 – 16 حبة.

• العروق: هي أكثر عرضاً؛ حيث تزيد عن 20 حبة أو قطبة؛ وقد يصل عرضها إلى أكثر من مئة حبة.

ويزيد الطول اللازم لاكتمال نموذج التطريز الذي يتخذ شكل نباتات أو حيوانات أو أدوات معروفة في البيئة التي تنتشر فيها هذه العروق؛ فهي تستعمل في التطريز على جميع أجزاء الثوب.

ومن نماذج هذه العروق:

1.      عرق الزنبق: حيث يتكون من شكل الزنبق بأزهاره وأوراقه.

2.      عرق الكرز: حيث يتكون من أشكال ثمار وأوراق شجر الكرز.

3.      عرق الوردة: حيث يتكون من ملوى يحمل وردة تظهر بالتناوب على جانبيه.

4.      عرق وردتين ووردة: يتكون من ملوى يحمل أوراقا تتقابل حوله وردتان وتنفرد عنهما وردة ثالثة.

وهناك عروقاً ذات أشكال زخرفية وأسماء متعددة منها:

عرق الدالية، عرق عين الشمس، عرق الموز، عرق القرنفل، عرق البرتقال، عرق الهدهد، عرق الطاووس، عرق الحمامة …، إلخ

تطريز الردفة: الردفة هي الجزء الخلفي السفلي من البدن الخلفي في الثوب، ويطرز في حدود ما يقارب 20 سم.

تطريز القبة: وهي من أكثر أجزاء الثوب الفلاحي غنى بالتطريز.  وتغطي القبة صدر المرأة من الحزام حتى رأس الكتفين، بينما تقل عرضاً عند صدر المرأة عدة سنتميترات من الجوانب.  وتحتوي القبة في الثوب المطرز على أنواع كثيرة من العروق والعناصر الزخرفية التي تتفاوت في عرضها، حيث تشتمل على السناسل والنفانيف والعروق الرفيعة.

والقبة عدة أنواع هي:

• قبة الأقواس: وهي القبة التي يقسمها سنسالان أو أكثر، وهي على شكل (V) رأسها على ارتفاع عدة سنتيمترات من منتصف نهاية القبة السفلي فوق الخصر.

• قبة الأقمار: والقمر في التطريز هو مربع أو معين يتكون محيطه من عرق واحد أو عرقين من عروق السناسل ذي القطبة الواحدة؛ أما داخل المعين، فتطرز “شكلة”، والشكلة هي نموذج زخرفي معيّن يغطي معظم مساحة المعين أو المربع.

• قبة الأقرن.

تطريز الكم: يطرز الكم في العادة بالحبكة، أولاً تليها منجلية من نوع “سبيلة”، ثم عرق رفيع أو متوسط أو عريض، ثم يطرز ثلاثة عروق من نوع نفنوف.

14. الثوب الرومي “الرهبان”: يشبه قماش هذا الثوب قماش ثياب الرهبان البيضاء أو السوداء.  وقد ظل هذا الثوب منتشرا في شمال ووسط مناطق فلسطين، وما زالت بعض كبار السن من النساء يحتفظن به ويلبسنه في المناسبات الهامة لديهن.

15. الثوب النول: وهو التطريز بواسطة الماكنة أو الإبرة اليدوية.

16. المناجل: وهي عروق طويلة على شكل أشرطة لا يزيد عرضها عن السنتيمتر الواحد.

17. الثوب المقصب: وهو الثوب المزين بخيوط القصب بدلًا من خيوط الحرير على الأجزاء نفسها في الثوب المطرز.  وخيوط القصب هي خيوط قطنية أو حريرية ممزوجة بخيوط معدنية تعطي بريقاً ولمعاناً، أفضلها الخطوط المذهبة والمفضضة، ولهذه الخيوط ألوان أخرى غير الأصفر والفضي، أبرزها: الأحمر، والأخضر، والليلكي، والموَنَّس.

 وينتشر الثوب المقصب في المناطق الوسطى في فلسطين، التي تمتد من شمال رام الله حتى بيت لحم جنوباً، وحتى ساحل البحر المتوسط غرباً.
والثوب المقصب نوعان: ثوب الملك، والثوب المقصب العادي.

• ثوب التحريرة:

يشبه خيط التحرير خيط القصب في سمكه وفي طريقة تثبيته على قماش الثوب؛ ولكنه يختلف عنه في خلوه من الخيط المعدني؛ وهذا يجعل تكاليف خياطة ثوب التحريرة أقل من ثوب القصب.

• ثوب العروق الجاهزة:

 تستعمل المرأة الفلسطينية نوعين من الثياب هما: ثياب العمل، وثياب المناسبات؛ وتخصص لثياب المناسبات أفضل الأقمشة، وتبالغ في الاهتمام بتطريزها أو تقصيبها؛ أما ثياب العمل فتكتفي بتطريزها بحرير أقل كلفة، وبنماذج أكثر بساطة.  وفي الآونة الأخيرة بدأت تظهر في الأسواق المحلية “العروق الجاهزة”.

وفوق الثوب ترتدي المرأة الفلسطينية أنواعًا من المعاطف يمكن حصرها بما يلي:

1. الصدرية: وهي تشبه ما يلبسه الصيادون في عكا وحيفا ويافا، وتكون مغلقة من الأمام والخلف وبدون أكمام، بينما الأكتاف تكون مفتوحة؛ لتسهيل عملية ارتدائه؛ وتصنع من قماش الحرير المخلوط مع الساتان.

2. التقصيرة: وترتديها المرأة فوق الثوب في مناطق بيت لحم والقدس وقرى غزة؛ وهي مصنوعة من قماش القطيفة الزرقاء أو الحمراء، وهو عبارة عن جاكيت، أجزاؤه الأمامية مفتوحة، والأكمام تكون إما نصف كم، أو أكمام طويلة.

وترتدي المرأة التقصيرة ذات الأكمام القصيرة إذا كانت ترتدي ثوبا بأكمام (الردان) (الأكمام الواسعة التي تنتهي بشكل ثلاثي)، أما التقصيرة ذات الأكمام الطويلة فترتديها المرأة مع الثوب ذي الأكمام الضيقة.

والتطريز في كل من التقصيرة والصدرية حلزوني بشكل دوائر تلتف حول الصدر، وزخارفه هندسية شجرية لمنطقة الظهر؛ وتعرف هذه التقصيرة في منطقة شمال فلسطين باسم ( الصرطلية ) وتمتاز بزخارف بيضاء تحيط بها التنتنة.

3. القفطان الصرطلية

4. الصلصة

لباس الرجل الفلسطيني:

1. القنباز أو الغنباز أو القمباز: يسمونه أيضا “الكِبِر” أو “الدماية”، وهو رداء طويل مشقوق من الأمام، ضيق من أعلاه يتسع قليلاً من أسفل، يُرَدّ أحد جانبيه على الآخر وجانباه مشقوقان قليلًا.  وقنباز الصيف من كتان وألوانه مختلفة عن قمباز الشتاء، أما قنباز الشتاء فمن جوخ ويلبس تحته قميص أبيض من قطن يسمى المنتيان.

2. الدامر: جبة قصيرة تلبس فوق القنباز، وكماها طويلان.

3. السلطة: هي دامر ولكن كميها قصيران.

4. السروال: ويكون فيه السرج أكثر اتساعاً ويكاد يصل القدم. ويلبس معه قميص يغطي الجزء العلوي من البدن، ويلبس فوق السروال حزام عريض أسود على الأغلب.

الصفحة التالية : 

This website uses cookies to improve your web experience.